روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أخي سقط في الفاحشة.. ماذا أفعل؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أخي سقط في الفاحشة.. ماذا أفعل؟


  أخي سقط في الفاحشة.. ماذا أفعل؟
     عدد مرات المشاهدة: 2039        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

لديَّ أخ عمره 15 سنة في الأول ثانوي، من بين 12 فرد، وترتيبه الوسط بينهم، وقد كان شبه مضطهد في البيت، بحيث أن أغلب الأهل يضربونه، لكثرة أذيته، والوالد مشغول بزوجة أخرى، ولا يلتفت لهم أبدًا؛ إلا عندما يريد ضرب أحدهم، وخاصَّة هذا الولد.

المشكلة أنَّ البيت ضيِّق، والحالة يعلم بها الله، وأنا أسكن في مدينة بعيدة جدًّا، نظرًا لظروف عملي، وعدم استطاعتي للقرب منهم؛ إلا في الإجازة السَّنوية، وأتقطع حرقة وألم عندما أسمع ما يضرهم، لأنِّي أكبرهم، وملخص المشكلة: أنَّه يُفعل به، من قبل بعض زملائه بالمدرسة، وقد اكتشفه أحد الإخوة، فحذَّرناه من هذا الفعل، ومرَّة أخرى قبل سنة: جئت به للمدينة التي أسكن بها، لكي يبتعد نوعًا ما عن البيئة السَّيئة، وإذا به قد حاول فعل الفاحشة بابنتي 7سنوات، أثناء مشاهدتهم التِّلفاز، بعد عودتي من العمل، وأنا نائم، فأنجاها الله وهربت، وأخبرت أمها، ولكي أعالج المشكلة: بعدها بأيام ذهبنا لمكان هادئ، وكلَّمته بهدوء شديد، فأخبرني بمن فعل به من زملائه، وبعض الأقارب، والكارثة أنَّه تعدَّى على أختي الصَّغيرة، وأخيه الذي أكبر منها، في البداية أنكر كلَّ ما حصل وبكى، فكتبت ورقة بيني وبينه، كنوع من العهد والوعد بعدم الفعل، وسترت عليه، ولم يدري أحد، وللعلم كان أخوه الذي (أكبر منه) بسنتين، قد فعل بأخته، وابنتي، وأخوه الصَّغير، وقد سبق أن حذَّرته مرارًا، إلى أن عزمت على استخدام الشِّدة معه، فأخذته وضربته ضربًا شديدًا وعنيفًا، ممَّا جعلني في حالة بين النَّدم وعدمه، وكان هذا الأخ أتيت به، لكي يشاهد أنَّه لو فعل مثله سيحصل له، وقبل أيام اتصلت إحدى أخواتي، وأخبرتنا أنَّه جاء بـ50 ريال، وقال أنَّه وجدها في الشَّارع، ورائحته دخان، أثناء رجوعه من وقت الصَّلاة، فأخبرت أخي الذي يصغرني، وهو مبتعث خارج المملكة، وكلَّمه على جنب، واعترف له، أنَّ أحد الشَّباب ذهب به إلى بيته وفعل به، وبعدها دخَّن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقبل فترة كان يشتكي من البواسير، وكنت أشكُّ في هذا أنَّه هو السَّبب، لا تعلمون كيف شعوري هذه الأيَّام، ولكنِّي في حيرة من أمري، وأنا أشاهد أخي يتساقط من أمامي، قبل لا ينفع النَّدم، قد بدت لي فكرة بالنَّقل إلى حيِّ آخر، ولكن!! أخشى من تدهور الوضع المالي، ساعدوني.. جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...

ألخِّصُ لك أخي الفاضل جواب استشارتك في النِّقاط الآتية:

أولًا: أشكرك على ثقتك، بموقع المسلم، ومتابعتك له، ونسأل الله- عزَّ وجلَّ- أن يجعلنا أهلًا لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظًّا لمخلوق.. آمين.

ثانيًا: لا شكَّ أنَّ وقوع أخيك، في جريمة اللِّواط، أتى نتيجة تراكمات عدَّة، وتسبَّب في وقوعه بها، والده المشغول، وبيته الضَّيِّق، وقلَّة ذات اليد، وضعف الخبرة التَّربوية ممَّن يلوذ به، من إخوته وأخواته، أدَّى به الأمر إلى الاعتداء على أقرب النَّاس إليه، ولذلك أصبح أخوك يشكِّل خطرًا، على نفسه وعلى غيره.

ثالثًا: ثبت في صحاح السُّنَّة قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كان فيمن كان قبلكم رجل، قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدلَّ على راهب فأتاه، فقال: إنَّه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟. قال: لا، فقتله وكمَّل به مئة، ثمَّ سأل عن أعلم أهل الأرض، فدلَّ على رجل عالم، فقال: أنَّه قتل مئة نفسٍ، فهل له من توبة؟. قال: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟. ائت أرض كذا وكذا، فإنَّ بها ناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنَّها أرض سوء...» فأول خطوة في علاج أخيك، تحويله عن محيطه الذي هو فيه، تغيير البيت، والمدرسة، والحي، هذه الخطوة الأولى.

رابعًا: في المنزل الجديد، تخصَّص له غرفة خاصَّة له، بعيدة عن إخوته وأخواته، ودوام المراقبة له من جميع أفراد الأسرة، داخل البيت وخارجه، والحذر من أن ينفرد بأيِّ شخص كان.

خامسًا: اطلاع والده على سلوكيَّاته، أول بأول، ولو كان والده مشغولًا كما ذكرت، ولكنَّه! بكثرة مفاتحته بسلوكيَّات أخيك المنحرفة، وكون موضوع اللِّواط فضيحة كبيرة للأسرة، سيهتمُّ والدك به، وسيصبح شغله الشَّاغل به، ووالدك هو القادر شرعًا وقانونًا على معالجته، بكلِّ الطُّرق والسُّبل الممكنة، وإياك ترك مفاتحة أبيك بموضوعه.

سادسًا: لا مانع من استشارة الطَّبيب المختص، بعلاج البواسير، واستشارة طبيب نفسي في موضوع الانحراف السُّلوكي، وتنفيذ كلَّ ما يوصيك به.

سابعًا: السَّعي في وصله برفاق وأصدقاء صالحين، بحيث يلازمهم ويلازموه، والتَّنسيق معهم، والتَّعاون من بعيد لبعيد لعلاج بعض السُّلوكيات الخاطئة لأخيك، لأنَّ الصَّاحب ساحب كما قيل في المثل العربي.

ثامنًا: زيارة مدرسته، بين الحين والآخر، وتكثيف الزِّيارات، والسُّؤال عن سلوكه، في المدرسة، تسأل المدير، والوكيل، والمرشد الطُّلابي، وزملائه الطُّلاب الواعيين والمجدِّين.

تاسعًا: إبعاده وإقصاؤه عن أية مثيرات جنسيَّة، من أفلام، ومواقع إباحيَّة في النِّت، وتفتيش جوَّاله، والتَّأكد من خلوِّه من مقاطع جنسيَّة مثيرة له، وحدِّثه عن مضارِّ الزِّنا واللِّواط الصحيَّة، وأنَّها تؤدِّي إلى أمراض تستعصي عن العلاج، كمرض الإيدز والسيلان..

عاشرًا: ذكرت أنَّك عندما فاتحته ببعض سلوكيَّاته بكى، وهذا يدلُّ على أنَّ به خير، فنمِّ فيه الخوف من الله، وأنَّ الله مطَّلع على خفاياه قبل معلناته، وخوِّفه من عذاب النَّار، وعاقبة الزِّنا واللِّواط في الآخرة، أو خذه في سيَّارتك، وضع شريطًا يتحدث ويخوِّف من الزِّنا واللِّواط، المهمُّ نمِّ مراقبة الله فيه.

الحادي عشر: ترغيبه وتحديثه عن الزَّواج في المستقبل، وتأثير فعله السيئ على موضوع زواجه، قل له: غدًا لا يزوجك أحد عندما ينفضح أمرك، وينتشر فعلك بين النَّاس، وإن تيسر لكم أمر زواجه، فهو حلٌّ مناسب، وعلاجٌ ناجع وناجح.

الثَّاني عشر: البحث عن طريقة مناسبة، تشغل وقته بما ينفعه، وذلك بتأمين عمل، يملأ فراغه، ويفرِّغ فيه طاقته، ويحصِّل من خلاله على ما يحتاجه من مصاريف، حتَّى لا يبحث عن طريق مشبوه في تحصيل المال الذي يحتاجه كمصروف شخصي له.

الثَّالث عشر: دراسة حالته النَّفسية المضَّطهدة، التي تدفعه للسُّلوك المنحرف، عند طبيب نفسي خبير، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وسؤاله عن الطَّريقة المثلى في تخليصه أيضًا من عادة شرب الدُّخان، واستغلال كونه ما زال في بداية شربه له.

أختم إجابتي إليك أخي الفاضل بالكلمات الآتية، أرجوك أن تقرأها بتمعُّن:

تعلَّم من رحمة مؤمن ياسين، الذي دعا قومه كثيرًا، ولكنَّهم قتلوه، {قيل ادخل الجنة} [يس: 26]، فكانت أوَّل كلمة يقولها: {قال يا ليت قومي يعلمون} [يس: 26]، سبحان الله أي رحمة هذه.

تعلَّم منه، واعلم أنَّ النَّاس بداخلها الخير، رغم معصيتهم، وبعدهم عن الله، واجعل شعارك: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} [النَّحل: 125].

وإياك أن تقول: لا أمل في أخي.. وتذكَّر أنَّ الصَّحابة كانوا يقولون: لو آمن حمار الخطاب، ما آمن عمر!!.

الكاتب: سعد العثمان.

المصدر: موقع المسلم.